للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القبلة يختصمون في مظالمهم» (١).

وسؤال الربيع لأبي العالية يختلف عن السؤال الموجه لعكرمة، فحاصل الإشكال الذي سئل عنه عكرمة الجمع بين نفي الكلام المستفاد من آية المرسلات، وإثباته المستفاد من إثبات الاختصام في آية الزمر، أما ما أشكل على الربيع فهو الجمع بين نفي الاختصام يوم القيامة في سورة ق، وإثباته في سورة الزمر.

ومما سبق ندرك أن الصحابة والتابعين لم يتوقفوا عن الكلام في المتشابه بالجملة، وإنما تكلموا في المتشابه الذي يتفاوت الناس في معرفته وإدراكه على ما سبق بيانه.

وقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما - عند قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}: «أنا ممن يعلم تأويله» (٢).

وجاء عن مجاهد في هذه الآية أنه قال: «الراسخون في العلم يعلمون تأويله، ويقولون: آمنا به» (٣).


(١) الدر المنثور (٦/ ١٠٦) وعزاه لابن جرير وعبد بن حميد وابن المنذر، وهو في جامع البيان (٢٠/ ٢٠٢) مختصراً، وبنحو هذا الجواب أجاب ابن عطية في المحرر الوجيز (١٥/ ١٨٠).
(٢) جامع البيان (٥/ ٢٢٠)، وتفسير القرآن لابن المنذر (١/ ١٣٢).
(٣) المصدران السابقان، وتأويل مشكل القرآن (ص ١٠٠).

<<  <   >  >>