للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - أن يرى المناظر الحاجة ماسة إلى المناظرة، لعدم وجود من يقوم بها غيره، ويرى في نفسه الأهلية لكونه من أصحاب الحجة والبيان، ويرجو بمناظرته أن يهدي الله خصمه بمناظرته، وكان ابن سيرين ينهى عن الجدال إلا رجلاً إن كلمته طمعت في رجوعه (١)، وتقدم جدال ابن عباس للخوارج ورجوع كثير منهم بسبب ذلك (٢).

٢ - أن يكون المرء في مجلس فيتكلم أحد الناس بكلام فيه بلية وفتنة، وليس في المجلس من لديه حجة على مقابلته، وقد يخفى على الحاضرين ما يرمي إليه، فيخشى إن سكت أن يؤثر فيهم بما يلقيه من شبه حول الكتاب العزيز، فيرجو بمجادلة الخصم وإفحامه تثبيت من في المجلس، وكشف شبهاته لهم (٣).

٣ - أن يقصد بمناظرته إقامة الحجة على بعض الناس، وقد لا يتأتى ذلك إلا بالمجادلة والمناظرة ونقض الأدلة التي يستدل بها، كما فعل عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - مع الخوارج والقدرية (٤)، وقد عقد ابن عبد البر باباً في "جامع بيان العلم وفضله" في إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة، وساق نصوصاً كثيرة لإثباتها في إظهار الحق


(١) الإبانة "الإيمان" (٢/ ٥٤١).
(٢) وانظر: جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٠٦)، والجامع لأحكام القرآن (٢/ ١٠٩٤، ٧/ ٥٧٣٦).
(٣) انظر الإبانة "الإيمان" (٢/ ٥٤٢).
(٤) تقدم نقل بعض مناظراته للقدرية، وانظر في مناظرته الخوارج جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٠٥).

<<  <   >  >>