للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبولها عند حضور الموت، وبينهما فرق، فالمراد بحضور الموت حضور علاماته كمعاينة الملائكة، وبلوغ المريض إلى حالة السياق ويأسه من الحياة وبلوغ روحه الحلقوم وضيق صدره بها، وفي هذه الحال لا تقبل التوبة، أما قبل ذلك فالتوبة مقبولة، وإن كان الزمن يسيراً، وهذا ما يفيده خبر عبد الله (١).

٢ - وحدث سعيد بن جبير يوماً بحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل: «في كتاب الله ما يخالف هذا، فقال سعيد: لا أراني أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعرض فيه بكتاب الله، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم بكتاب الله منك» (٢).

وما قرره الصحابة والتابعون من عدم قبول ما خالف السنة أصبح قاعدة عند المفسرين عامة، فكل تفسير خالف السنة فهو مردود، وعلى ذلك اتفقت أقوالهم:

فالطبري في تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (٣) ذكر قول علقمة والشعبي في أن الزلزلة في الآية تقع في الدنيا قبيل يوم القيامة، وتعقبه بقوله: «وهذا القول الذي ذكرناه عن علقمة


(١) انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢/ ٢٠٨)، وفتح القدير (١/ ٤٣٩).
(٢) سنن الدارمي (١/ ١٥٢)، والشريعة (ص ٥٧)، والإبانة لابن بطة " الإيمان " (١/ ٢٤٩)، ولمزيد شواهد انظر تفسير ابن أبي حاتم (٥/ ١٤٠٦).
(٣) سورة الحج آية (١).

<<  <   >  >>