للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: «لم أر جبريل على صورته إلا هاتين المرتين، رأيته منهبطاً من السماء ساداً عِظَمُ خلقه ما بين السماء والأرض» (١).

فهم مسروق أن الضمير "الهاء" في الآيتين يعود إلى الله تعالى، فردته عائشة بما روت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

٤ - وعن سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباس: إن نوفاً يزعم أن الخضر ليس بصاحب موسى (٢)، فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبيُّ بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن موسى قام في بني إسرائيل خطيباً، فقيل: أي الناس أعلم؟ ، فقال: أنا، فعتب الله عليه حين لم يرد العلم إليه، فقال: بلى عبدٌ لي عند مجمع البحرين، فقال: يا رب كيف به؟ ، فقيل: تأخذ حوتاً، فتجعله في مكتل، فحيث تفقده فهو هناك، فأخذ حوتاً فجعله في مكتل، ثم قال لفتاه: إذا فقدتَ هذا الحوت فأخبرني» الحديث (٣).


(١) جامع البيان (٢٢/ ٢٩)، وهو في صحيح مسلم، في كتاب الإيمان (١/ ١٥٩) برقم (٢٨٧/ ١٧٧).
(٢) انظر علة من قال ذلك في الكشاف (٢/ ٤٩٢)، وفتح الباري لابن حجر (١/ ٢١٩).
(٣) جامع البيان (١٥/ ٣٢٤). والحديث أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم، باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم (١/ ٣٨)، وفي كتاب التفسير باب: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} (٥/ ٢٣٠).
ومن الشواهد إنكار كعب الأحبار تفسير الوفاة في قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} بأنها موت حقيقي، ورده ذلك بحديث: «كيف تهلك أمة أنا في أولها، وعيسى في آخرها»، انظر جامع البيان (٥/ ٤٤٩)، وتقدم ذكر بعض الشواهد على نقد التفسير بالسنة (ص ٣٤٨).

<<  <   >  >>