للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما قرره العلماء من خطورة الجهل باللسان العربي على المفسر لم يغب عن الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم -، فقد تقدم بيان اهتمامهم باللغة العربية للوصول إلى فهم صحيح للقرآن، وجاء عن بعض التابعين التحذير من خطورة الجهل بالعربية لمن أراد فهم القرآن:

فقد سأل رجل الحسن البصري - رحمه الله - فقال: «يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته؟ ، قال: حسن يا بن أخي فتعلمها، فإن الرجل يقرأ الآية، فيعيى بوجهها فيهلك» (١).

ولما ذكر عنده الاختلاف في التفسير قال: «إنما أتي القوم من قبل العجمة» (٢).

وعنه قال: «أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله» (٣).

وجاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن العلاء - رحمه الله - فقال: «يا أبا عمرو يخلف الله وعده؟ ، قال: لا، قال: أفرأيت إن وعده على عمل عقاباً يخلف وعده؟ ، فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت يا أبا عثمان! إن الوعد غير الوعيد، إن العرب لا تَعُدُّ خلفاً ولا عاراً أن تَعِدَ شراً ثم لا تفعله؛ ترى أن ذاك كرماً وفضلاً، إنما الخلف أن تَعِدَ


(١) الجامع لابن وهب (٣/ ٤٣)، وفضائل القرآن لأبي عبيد (٢/ ١٧٩)، وسنن سعيد بن منصور (١/ ١٦٧)، والفقيه والمتفقه (١/ ١٩٨).
(٢) السنة للمروزي (ص ٨).
(٣) الجامع لابن وهب (٣/ ٤٤)، وهو في التاريخ الكبير (٣/ ١/٩٣)، وخلق أفعال العباد للبخاري (ص ١٠١) مختصراً.

<<  <   >  >>