للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (١).

ثم ضربه ثلاث ضربات، فقال الرجل: مرني بأمرك، فقال له: اذهب فامحه ولا تَقرأه ولا تُقرئه أحداً من الناس، فلئن بلغني أنك قرأته، أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكنك عقوبة (٢).

الثاني: قد يفهم بعض الصحابة من آية شيئاً غير مراد، فتشتد عليه ويغتم منها، فإذا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين له خطأ فهمه، وكشف له المعنى الصحيح للآية، زال همه، ومن أمثلته:

١ - عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (٣)، قلنا: يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه؟ ، قال: «ليس كما تقولون {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} بشرك، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (٤)» (٥).


(١) سورة يوسف الآيات (١ - ٣).
(٢) ستأتي القصة في (ص ٧٥)، وانظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٧/ ٤١).
(٣) سورة الأنعام من الآية (٨٢).
(٤) سورة لقمان من الآية (١٣).
(٥) أخرجه البخاري في مواضع عدة من صحيحه؛ منها كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (٤/ ١١٢)، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان (١/ ١١٤) برقم (١٩٧).

<<  <   >  >>