للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عائشة - رضي الله عنها - «أن رجلاً تلا هذه الآية، فقال: إنا لنجزى بما عملنا هلكنا إذاً» (١).

وما تقدم يفيد أن الصحابة - رضي الله عنهم - فهموا من الآية حين نزولها أن المجازاة بالذنوب ما يقع من العقوبات في الآخرة، وأنّ الآية تفيد أنّ كل ذنب يعمله المرء يجازى عليه في الآخرة، فاغتموا لهذا الأمر، لكثرة ذنوب العباد، وحينما بين لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المجازاة لا يلزم أن تكون أخروية فقط، فمنها ما يقع في الدنيا من المصائب التي لا ينفك عنها أحد، كالأمراض والهموم والأحزان، وهذا من الجزاء المعجل الذي يخفف الجزاء المؤجل (٢).

الثالث: من آثار النقد النبوي على الصحابة أنه صحح لهم أعمالهم الخاطئة التي بنوها على فهم غير صحيح للنصوص القرآنية، كما حصل مع عدي بن أبي حاتم - رضي الله عنه -.


(١) أخرج هذه الرواية أحمد في المسند (٦/ ٦٥ - ٦٦)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٢): «رجاله رجال الصحيح».
(٢) انظر: إعلام الموقعين (١/ ٣٥١)، والصواعق المرسلة (٣/ ١٠٥٦).

<<  <   >  >>