للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلباً من فرعون» (١).

وربما تكلف بعض الناس ظهور هذا الأثر في وجهه رجاء الدخول في فضل هذه الآية، فأنكر ذلك بعض السلف مخافة الرياء عليه، فقد جاء رجل إلى السائب بن يزيد وفي وجهه أثر السجود، فقال: «لقد أفسد هذا وجهه، أما والله ما هي السيما التي سمّاها الله، ولقد صليت على وجهي ثمانين سنة ما أثَّر السجود بين عينيّ» (٢).

علق عليه الآلوسي بقوله: «وربما يحمل على أنه استشعر من الرجل تعمداً لذلك، فنفى أن يكون ما حصل به هو السيما التي سمي الله تعالى» (٣).

٢ - وفي قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (٤).

اختلف أهل التفسير في المراد بالمطهرين على قولين:


(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٧/ ٣٤٢) وعزاه لابن أبي حاتم.
(٢) المعجم الكبير للطبراني (٧/ ١٥٨)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٢٨٧)، والدر المنثور (٦/ ٨٢).
(٣) روح المعاني (١٣/ ٢٧٧)، وقال البقاعي في نظم الدرر (١٨/ ٣٤٠): «ولا يظن أن من السيما ما يصنعه بعض المرائين من هيئة أثر سجود في جبهته، فإن ذلك من سيما الخوارج»، وفي السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٢٨٦) أن أبا الدرداء رأى امرأة بوجهها أثر مثل ثفنة العنز، فقال لها: «لو لم يكن هذا بوجهك كان خيراً لك»، ونقل عن ابن عمر إنكار ذلك أيضاً.
(٤) سورة الواقعة الآيات (٧٧ - ٧٩).

<<  <   >  >>