للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحتمل عدم سماعه بها من قبل.

ومذهب الترجيح بين القراءات أخذ به بعض المفسرين، ومنهم ابن جرير الطبري، فهو كثير الترجيح بين القراءات، ويستدل في بعض ذلك بنقد معنى القراءة المرجوحة (١).

ويرد عن بعض الصحابة والتابعين ما هو أشد من الترجيح، فيردُّ أحدهم قراءة متواترة وينكرها، ويحتج لذلك بعدم صحة معناها، وهذا من الأمور المشكلة، فكيف يقدم أحدٌ على إنكار قراءة متواترة؟ ! ، وللعلماء عن ذلك عدة أجوبة، من أهمها:

أ - أن تلك القراءات التي طعن فيها الصحابة والتابعون - رضي الله عنهم - وأنكروها لم تواتر لديهم، والقراءةُ قد تواتر عند قوم دون قوم، وبخاصة إذا علمنا أن عصرهم سابق لزمن استقرار القراءات وإجماع الأمة على تواتر القراءات السبع (٢).

ب - تضعيف الروايات التي فيها جاء فيها رد القراءة وإنكارها كما صنع ابن الأنباري (٣)

مع ما ورد عن ابن عباس، وعارضها بروايات صحيحة عنه تثبت تلك


(١) وسيأتي التمثيل من كلامه، وانظر تفسيره (١/ ٢٨٥، ٥٦١).
(٢) انظر: جمال القراء (٢/ ٥٦٩)، وفتح الباري لابن حجر (٨/ ٧٤٣).
(٣) هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد الأنباري المقرئ النحوي، ولد سنة (٢٧١)، كان آية في الحفظ، صنف كتباً كثيرة في علوم القرآن وغريب الحديث، من كتبه: المذكر والمؤنث، والأضداد، توفي سنة (٣٢٨).

انظر: تاريخ بغداد (٣/ ١٨١)، ووفيات الأعيان (٤/ ٣٤١)، وإنباه الرواة (٣/ ٢٠١)، وغاية النهاية (٢/ ٢٣٠).

<<  <   >  >>