للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يقتصر أثر النقد على رجوع المخطئين في الفروع فقط، بل إن النقد المبني على أسس سليمة أدى إلى رجوع كثير من المبتدعة ممن انحرفوا في أصول الدين، فاشتدت فتنتهم واستطار شرهم بسبب فهمهم القاصر لنصوص الكتاب العزيز، وتقدم قبل قليل رجوع كثير من الخوارج عن بدعتهم حين نوقشوا في آيات انحرفوا في تأويلها.

الثانية: تثبيت اليقين في قلوب بعض الناس، وإزالة ما يقع في قلوبهم من الشك والريب حول القرآن نتيجة تعارض النصوص لديهم، فإذا عرضوها على النقاد بينوا لهم وجهها الصحيح، وكشفوا تعارضها وإشكالها، وتقدمت بعض الشواهد عند الكلام عن نقد تفسير المتشابه (١).

الثالثة: إزالة ما يقع في قلوب البعض من القلق والحزن والغم بسبب الخطأ في فهم بعض الآيات، وبنقده وبيان المعنى الصحيح تتبدل الحال وينقلب الحزن فرحاً.

وهذا الأثر قريب من الذي قبله في كون الاهتمام بنقد التفسير مؤثر في زيادة الإيمان بالقرآن واليقين به، والطمأنينة بتلاوته.


(١) انظر (ص ٣٥٦).

<<  <   >  >>