للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من القرآن، فقال للسائل: لا تسألني عن القرآن (١).

وسيأتي أنه يسأل في الحلال والحرام فيجيب، فإذا سئل عن التفسير سكت كأن لم يسمع، وكان بعض السلف يمنع من يثير أسئلة التفسير من مجالسته، فقد جاء عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - (٢) أن طلق بن حبيب (٣) سأله عن آية فقال: أحرج عليك إن كنت مسلماً لما قمت عني، أو قال: أن تجالسني (٤).

وطلق رمي بالإرجاء (٥)،

فقد يكون أثار سؤالاً عن آية تتعلق بهذا المذهب،


(١) مصنف ابن أبي شيبة (١٠/ ٥١١)، وجامع البيان (١/ ٨١).
(٢) هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي، وقد ينسب إلى جده فيقال: ابن سفيان، قال عن نفسه: كنت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - غلاماً حزوراً، سكن الكوفة ثم انتقل منها إلى البصرة، وأدرك زمن ابن الزبير.
انظر: التاريخ الكبير (١/ ٢/٢٢١)، وأسد الغابة (١/ ٣٦٠)، والإصابة (٢/ ١٠٤).
(٣) هو طلق بن حبيب العنزي البصري، عابد رمي بالإرجاء، روى عن ابن عباس وابن الزبير، وعنه عمرو بن دينار والأعمش، أخرج له الستة إلا البخاري، سجنه الحجاج، ثم أخرج وتوفي بعد ذلك.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ١/١٦٥)، وحلية الأولياء (٣/ ٦٣)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٢٤٥).
(٤) جامع البيان (١/ ٨٠).
(٥) الإرجاء يراد به إخراج الأعمال من مسمى الإيمان، وهو مأخوذ إما من التأخير، وهو تأخير العمل عن الإيمان، وإما من إعطاء الرجاء، والمرجئة يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهم أصناف: مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، ومرجئة أهل السنة.

انظر عنهم: مقالات الإسلاميين (ص ١٣٢)، والفرق بين الفرق (ص ٢٠٢)، والملل والنحل (١/ ١٣٩).

<<  <   >  >>