إن التقليل منه أولى، قرب الأمر، ولكنه زاحم به مرتبة الإثم. قلت [القائل القرطبي المفسر] : «ومما يدل على حفظ الأموال ومراعاتها، إباحة القتال دونها وعليها. قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قتل دون ماله فهو شهيد» [أخرجه البخاري (٢٤٥٢، ٣١٩٨) ، ومسلم (١٦١٠) من حديث سعيد بن زيد رفعه] » . قال أبو عبيدة: بالنسبة إلى قصة دخول الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- الجنة زحفاً، فلم تثبت، وهذا التفصيل: ورد ذلك في حديث أخرجه أحمد في «المسند» (٦/١١٥) ، وعبد بن حميد في «المسند» (٣/١٧٨ رقم ١٣٨١- المنتخب) ، والطبراني في «المعجم الكبير» (١/١٢٩ رقم ٢٦٤) ، والبزار في «المسند» (٣/٢٠٩ رقم ٢٥٨٦- زوائده) ، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (١/٣٨٤) ، و «الحلية» (١/٩٨) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٠/١١٧) ، وابن الجوزي في «الموضوعات» (٢/١٣) في طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس، وذكره. وهذا إسناد ضعيف جدّاً، قال المصنف في «الأجوبة المرضية» (٢/٥٧٩- ٥٨٠) : «ومداره على عمارة بن زاذان، وقد ضعفه النسائي، والدارقطني، وأحمد في رواية الأثرم، بل ذكر ابن الجوزي الحديث في «موضوعاته» من «مسند أحمد» ونقل عنه أنه كذب منكر، قال: «وعمارة يروي أحاديث مناكير» . قلت: عبارة ابن الجوزي في «الموضوعات» (٢/١٣) : «قال أحمد بن حنبل: هذا الحديث كذب منكر، قال: وعمارة يروي أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرازي: عمارة بن زاذان لا يحتج به، وقد روى الجراح بن منهال إسناداً عن عبد الرحمن بن عوف، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا ابن عوف إنك من الأغنياء، وإنك لا تدخل الجنة إلا زحفاً فأقرض ربك يطلق قدميك» . قال النسائي: «هذا حديث موضوع، والجراح متروك الحديث» . وقال يحيى: «ليس حديث الجراح بشيء» . وقال ابن المديني: «لا يكتب حديثه» . وقال ابن حبان: «كان يكذب» . وقال الدارقطني: «روى عنه ابن إسحاق، فقلب اسمه فقال منهال بن الجراح: وهو متروك» » ا. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» (ص ٢٨) : «والذي أراه عدم التوسع في الكلام فإنه يكفينا شهادة الإمام أحمد بأنه كذب، وأولى محامله أن نقول هو من الأحاديث التي أمر الإمام أحمد أن يضرب عليها» . =