للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحوه قولُ سفيان بن عيينةَ -رحمه الله-: من كان له مال فليُصْلحه، وفي لفظٍ: فليتجر وليكتسب، فإنكم في زمانٍ من احتاج فيه إلى الناس، فإن أول ما يبذله دِينه (١) .

وكأنَّ السُفيانَين -رحمهما الله- أشارا إلى ما يُروى عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا كان آخر الزمان لا بدَّ للناس فيها من الدراهم والدنانير، يُقيم الرجل بها دينه ودنياه» (٢) .


= (رقم٢٠) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٦/٣٨١) ، وأورده الذهبي في «السير» (٨/٢٤١) ، والمزي في «تهذيب الكمال» (١/٥١٣) بلفظ: «كان المال فيما مضى يكره، فأما اليوم فهو ترس المؤمن» ، وهو أحد لفظي ابن أبي الدنيا.
وعزاه الزمخشري في «الكشاف» (١/٢٤٧) للسلف، وذكره ابن الجوزي في «تلبيس إبليس» (١٨١) عن سفيان الثوري.
ونقله القرطبي في «تفسيره» (٣/٤٢٠) ، عن الثوري، وقال قبله: «وخلف مئتين، وكان يقول....» .
وانظر في خبر (المئتين) : «الحث على التجارة» (رقم ١٨) للخلال، «الحلية» (٦/٣٨١) ، «تلبيس إبليس» (ص ١٨١) .
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في «إصلاح المال» (رقم ٧١) عن سفيان قوله:
«من كان معه شيء، فقدِر أن يجعله في قرن ثور؛ فليفعل، فإنَّ هذا زمان إذا احتاج الرجل فيه إلى الناس، كان أول ما يبذل دينه» .
وهو عند المزي في «تهذيب الكمال» (١/ق٥١٣) في (ترجمة الثوري) لا (ابن عيينة) ، وكذا في «العقد الفريد» (٢/٣٤١) وأورده الزمخشري في «الكشاف» (١/٢٤٧) ، هكذا:
وكانوا -أي: السلف- يقولون: «اتجروا واكتسبوا، فإنكم في زمان إذا احتاج أحدكم كان أول ما يأكل دِيْنُه» .
وقال الزبير بن بكار في «الموفقيات» (١٦٧) : سمعت سفيان بن عيينة وقد قيل له: ما أشد حبك للدراهم؟ قال: «ما أحبّ أن يكون أحد أشد حباً لما ينفعه مني» .
(٢) أخرجه بهذا اللفظ: الطبراني في «الكبير» (٢٠/رقم٦٦٠) من طريق بقية عن عبد الجبار الزبيدي، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، قال: رأيت المقدام ... وذكر قصة، وفيها رفع المقدام لهذا اللفظ. =

<<  <   >  >>