للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهل من استهان بالمحرمات كالغيبة والنميمة حققّ التقوى ونهل من معين رمضان .. ؟ ! كيف وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه البخاري (١).

يا الله .. «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ» رواه أحمد (٢).

قال جابر بن عبد الله الأنصاري: "إذا صمتَ فليصم سمعُك وبصرُك ولسانُك عن الكذب، والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يومَ صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء".

وعن حفصة بنت سيرين، وكانت عالمة من التابعين قالت: "الصيام جُنَّة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة.

وعن ميمون بن مهران: "إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب" (٣).

وهل حققّ التقوى ونَهل من مَعينِ رمضانَ من تساهل في النظرِ إلى المحرمات؟ !

أَيُّهَا الأخوة: مَعْصِيَةُ النَّظَرِ إِلَى المُحَرَّمَاتِ تُحِيطُ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَبُيُوتُنَا مَلِيئَةٌ بِهَا، وَهِيَ فِي غُرَفِنَا، وَفِي جُيُوبِنَا لا تُفَارِقُنَا أَبَدًا، فَهَلْ نُعْلِنُ انْتِصَارَنَا عَلَى النَّظَرِ


(١) صحيح البخاري (٣/ ٢٦ - ١٩٠٣).
(٢) صحيح؛ صححه الألباني في صحيح الترغيب (١/ ٢٦٢)، أخرجه أحمد (١٤/ ٤٤٥ - ٨٨٥٦)، وغيره.
(٣) ذكر هذه الآثار: ابن حزم في "المحلى" (٤/ ٣٠٨).

<<  <   >  >>