للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخذنا من غزوة بدر أن مع العسر يسرًا، وأن عاقبة الصبر خير: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} (١)، صبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- فظفروا: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} (٢)، فإن وجدت عبدًا من عباد الله قد صُبَّت عليه المحن والبلايا من الله، ونصب وجهه صابرًا لله، فبشره بحسن العاقبة والمآل من الله.

نعم الصبر والتقوى سبيل النصر للمؤمنين: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} (٣)، صبرًا - يا أهل الإسلام - في زمان عظمت كربه، في زمان اشتدت بلاياه ومحنه، إن وراء الليل فجرًا، إن تحت الرماد نارًا، صبر جميل، لعل الله أن يأتي بالفرج الجليل.

ومن أعظم أسباب النصر العظيمة تآلف القلوب وتراحمها، كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في قلة من العدد والعدة، ولكن كانت بينهم المحبة والصفاء والمودة، كانوا متراحمين متعاطفين متآلفين متكاتفين متناصرين متآزرين، شعارهم: لا إله إلا الله، فسبحان من أعزهم وهم أذلاء، سبحان من أغناهم وهم فقراء، سبحان من رفعهم وهم وضعاء (٤).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:


(١) [النحل: ١٢٧].
(٢) [آل عمران: ١٢٥].
(٣) [آل عمران: ١٢٥].
(٤) من خطبة عزوة بدر الكبرى للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي. بتصرف.

<<  <   >  >>