للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: بلى، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- "فذلك إلى سعد بن معاذ"، فجيء بسعد -رضي الله عنه-، وقد أصيب بسهم في غزوة الأحزاب، فقال: إني أحكم فيهم: أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتُسْبي الذراري والنساء، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات" وبذلك انتهى وجود اليهود في المدينة.

لقد كان -صلى الله عليه وسلم- يُدرك خيانتهم للعهود، فهم أصحاب عبارة: "لا يوجد وعود مقدَّسة" قال الله تعالى: {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُون} (١)، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يدرك تحريفهم للكلام سواءً كان مكتوباً أو مسموعاً أو مقروءاً، قال الله تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلا} (٢)، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يدرك إفسادهم في الأرض، ولهذا فهم في جميع استطلاعات الرأي أكثر الشعوب في العالم إثارةً للمشاكل .. قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} (٣).


(١) [البقرة: ١٠٠].
(٢) [النساء: ٤٦].
(٣) [الإسراء: ٤].

<<  <   >  >>