للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك، في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة، قال: "لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الآية .. ووافقه طائفة من العلماء على ذلك (١).

وثمة سنة كونية قدرية أنّ كل من جمع الله الإيمان والعمل الصالح والإخلاص لله -عز وجل- والاحتساب عند الله؛ رزقه الله سعة رزق، ورضى منه سبحانه، بل {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} (٢) حتى {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}: عن ابن عباس -رضي الله عنه-: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم} يعني: السمت الحسن.

وقال مجاهد وغير واحد: يعني الخشوع والتواضع.

وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.

قال بعض السلف: إن للحسنة نوراً في القلب، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الناس.

وقال أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه-: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه.

والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه، فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله أصلح الله ظاهره للناس، كما روي عن عمر بن


(١) تفسير ابن كثير (٧/ ٣٦٢).
(٢) [التوبة: ٧٢].

<<  <   >  >>