للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: «من أصلح سريرته أصلح الله علانيته» (١)، اللهم أصلح سرائرنا وعلانيتنا، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ..

ومن معالم هذه السورة العظيمة في قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (٢).

يقول سبحانه مخبراً عن الكفار من مشركي العرب من قريش ومن مالأهم على نصرتهم على رسول الله - -صلى الله عليه وسلم- -: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: هم الكفار دون غيرهم، {وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أي: وأنتم أحق به، وأنتم أهله في نفس الأمر، {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} أي: وصدوا الهدي أن يصل إلى محله، وهذا من بغيهم وعنادهم.

وقوله: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ} أي: بين أظهرهم ممن يكتم إيمانه ويخفيه منهم خيفة على أنفسهم من قومهم، لكنا سلطناكم عليهم فقتلتموهم وأبدتم خضراءهم، ولكن بين أفنائهم من المؤمنين والمؤمنات أقوام لا تعرفونهم حالة


(١) المرجع السابق.
(٢) [الفتح: ٢٦].

<<  <   >  >>