العروبة والإسلام بحد السيف، كما اعتقد حكام إسرائيل بعد كل جولة منذ عام ١٩٤٨ م، غير أن انكسارات العرب المتتالية في عهد الصليبيين قد فتَحت عيونهم على عيوبهم، فعرَفوا أن سرَّ قوتهم في وَحدتهم وتفانيهم، وراء صلاح الدين ساروا، فقطَفوا ثمار النصر يوم ٣ تموز/ يوليو ١١٨٧ م (٢٥/ ٤/ـ ٥٨٣ هـ) في حطين.
وفي النهاية يطالب "توينبي" الأقلية اليهودية أن تعيش كأقلية مع العرب والمسلمين في أمن وسلام.
أَيُّهَا الأخوة: لو حقق اليهود مرادهم بجعل بيت القدس عاصمة لهم لسهّل لهم ذلك هدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم، وهذه الكارثة لو وقعت لا قدر الله ستكون عارًا على المسلمين كلهم لا يمحوه التاريخ، ولا يُنسى بتعاقب الأزمان، كما لم يَنس المسلمون على مرِّ القرون تدنيس الصليبيين لبيت المقدس في القرن الخامس الهجري، ومكثهم فيه زهاء تسعين سنة، إلى أن حرره الله منهم على يد صلاح الدين وجنده.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.