للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقه شباب السلف تلك المعاني حتى قال الحسن البصري: "أدركت أقواماً كان أحدهم أشحّ على عمره منه على درهمه" (١).

قال ابن عَقِيل الحنبلي: "إني لا يحلّ لي أن أضيّع ساعة من عمري، حتى إذا توقّف لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة؛ أعملت فكري في حال راحتي وأنا مُسْتطرِح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطّره" (٢).

ولهذا خلَّف آثاراً عظيمةً ككتاب الفنون الذي قيل عنه: إنه بلغ ثمانمائة مجلداً، حتى قال عنه الذهبي: "لم يُؤلَّف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب".

وهذا النووي بورك له في عمره، ولقيت تصانيفه قبولاً عند أهل العلم، ولم يعش إلا بضعاً وأربعين سنة.

وقال ابن القيّم عن شيخه: وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابته أمرً عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة (٣)

وقال الذهبي: "إن تصانيفه تبلغ خمس مائة مجلّدة".

وألف ابن القيم كتابه زاد المعاد في سفره، وهو كتاب عظيم يقع في خمس مجلدات ..


(١) شرح السنة للبغوي (١٤/ ٢٢٥).
(٢) ذيل طبقات الحنابلة (١/ ١٤٥).
(٣) الوابل الصيب من الكلم الطيب (٧٧).

<<  <   >  >>