بل لو لم يحصلْ منها إلاّ التأثيرُ على حياةِ الأطفال الاجتماعيَّة، وعلاقاتِهم بالأسرة، حتى يَقِلُّ اكتسابهم للمعارفِ والخبراتِ من المُربين والأهل والأصدقاء، واللعب مع الأقران لكان كافياً.
بل إنها أصبَحت وسيلةً لنشرِ خُصوصياتِ الأُسرِ وما يصاحبُ ذلك من التباهي والتفاخرِ بين الشبابِ والفتياتِ والنساءِ، وعرضِ ما يدورُ في داخلِ المنزل، حيث أنّ بعضَ هذه الوسائل تُستخدمُ لتصويرِ الشخصِ نفسَه ويومياتِه ونشرِها للأصدقاء، ولا يخفى خطرُ ذلك! ! وخصوصاً من جانبِ النساء والأطفالِ، لا سيما أنَّ هذه البيانات عرضةً للاختراق، والنشر ومن ثمّ الابتزاز.
وإن سَلِم ناشرُها من ذلك فهو مُعَّرَّضٌ أيضاً لكسرِ قلوبِ الضعفاءِ، والفقراءِ الذين لا يجدونَ ما يجدُ، ولربما أصابتْهُ عينٌ هلكَ بسببها فالعين حق! !
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله:
أَيُّهَا الأخوة: ولسائلٍ أنْ يسألَ: ومع هذا الأثرِ الخطرِ لوسائلِ التواصلِ كيف العملُ؟
أولاً: الالتجاءُ إلى اللهِ تعالى بالدعاءِ والذكرِ والورد بأن يصرفَ اللهُ جل وعلا عنّا بلاءَها، ويعطينَا خيرَهَا، ويكفينا شرَّها، فإنَّ الالتجاء إليه سبحانه من أعظمِ أسبابِ صرفِ الشرور، وكذا مزاحمةُ صرفِ الوقتِ فيها بالإكثارِ من العملِ الصالح وحثِّ أفرادِ الأسرةِ على ذلك، فإنَّ اللهَ تعالى بيّن لنا سببَ حفظِه لحقِّ الغلامين