للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقتٍ يُريد. فهل يكون ذا عقلٍ مَن يَضع نفسَه أداةً لتنفيذ هذا المخطَّط الإجراميِّ، الذي يقضي على ما تبقَّى مِن بلدان المسلمين وأراضيهم؟ !

وأما المشروع الصَّفَوِيُّ الفارسيُّ فإنه لَمَّا بان له العجْز الكبير عن المواجهة المباشرة لإعادة مملكة كسرى؛ استَجْلَب الفكرة الغربية في نشْر الفوضَى، ولا يَستطيع ذلك إلا عن طريق صناعة الفعْل ورَدِّ الفعل، بالتخريب والتفجير، والقتل، والتدمير، ومِن الغَبْن العظيم، والقهْر والإثم الكبيرِ أنْ يتمَّ تنفيذُ هذه السياسة الفارسية الخبيثة بأيدي أبناء المسلمين ...

ومع ذلك كلِّه لِنبحَثِ الأسبابَ التي جَعلَت مِن بعضِ أبنائنا أداةً لِتنفيذ المشروعات الصفوية والاستعمارية في تقسيم المقسَّم وإحداثِ الفوضى - شَعروا أم لم يَشعُروا، ولِمعرفة سبيلِ التخلُّص منها ومدافعتها، والحذَر مِن أنْ تؤثِّر على البقيَّة.

والأسباب التي تؤدي إلى الانحراف الفكري كثيرة؛ منها ما يلي:

أولًا: الجهل.

إنَّ خطورة الجهل وضرَّره لا تخفَى على عاقل؛ ولذلك يقول أهل العِلم: "إنَّ الإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعصية، ويقوَى بالعمل، ويضعُف بالجهل) " كما نُقل عن الإمام أحمد وغيره.

بل اعتَبَر الإمامُ الحسَن البصري أن الجهل أشدُّ مِن الفقر؛ حيث يقول: "لا فقرَ أشدُّ مِن الجهل، ولا مالَ أَعوَد مِن العقل، ولا عبادةَ كالتفكُّر، ولا حسَب كحُسن الخُلُق، ولا وَرَع كالكَفِّ).

والجهل الذي يقع فيه المنحرفون فكريًّا على أحوال:

<<  <   >  >>