للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسًا: الشعور بالظلم:

لا شك أنَّ الشعور بالظلم سببٌ مِن مسبِّبات الخَلَل الفكري، ومِن أعظمِ الظلمِ ظلمُ النفسِ بالإسراف في المعاصي، والتي مِن أعظمِها: الشركُ بالله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (١)، ثم ظلمُ الآخرين مِن البشَر، بغمْطهم حقوقَهم وسلبِها، فيُبتلى الظالمُ بنخرةٍ في قلبه، تجرُّه إلى الانحراف، خاصةً إذا لم يَتُبْ ويعطِ الناسَ حقوقَهم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ} (٢)، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، فإنَّ مَن يَشعر بالظلم مِن البشَر - مهما كان على درجة مِن الصلاح الظاهر - إذا شعر بالضيم يَتعلَّق بقشَّة - إلا مَن رَحِم اللهُ - لأخْذ حقِّه واسترجاعِه، ويرى في نفسه أنَّ كلَّ مَن وقف تجاه الظالم في أيِّ قضيَّة فهو على حق! ! وتجبُ نُصْرتُه حتى لو كان أحيانًا منحرفًا فكريًّا، ومِن ثَمَّ يَنشأ التأثُّر؛ وقد بَيَّن ذلك شيخُ الإسلام ابنُ تيمية.

سادسًا: وسائل الإعلام:

وهذه مِن أخطر الأسباب للانحراف الفكري - وأقصد بها جميع وسائل الإعلام، بما فيها (الإعلام الجديد)؛ إذ من الحقائق الثابتة؛ أنَّ وسائل الإعلام تؤثِّر في الأفراد والمجتمعات، وجميعُ الإعلاميِّين في العالم يُقِرُّون بأنَّ الوظائف الرئيسة التي


(١) [لقمان: ١٣].
(٢) [الشورى: ٣٠].

<<  <   >  >>