تؤدِّيها وسائلُ الاتصال الجماهيرية، وظيفة تكْوين الآراء والاتجاهات لدى الأفراد والجماعات والشعوب.
ولا يَشُكُّ عاقلٌ في أنَّ كل منظومةٍ أو منظمة أو حزب أو جماعة، تُكَرِّسُ أغلبَ جهودِها للدفاع عن فكْرها في تكْوين ترسانةٍ إعلاميَّة ضخمة، تُصْرف عليها أموالٌ طائلة ...
وهذا ما يجب أن يَحذَر الشابُّ منه، خاصة مع التطوُّر الهائل للتقنية الحديثة ... فالعقل اللاواعي للإنسان يُكَوَّن فكرُه مِن خلال رسائل الإعلام الموجَّهة، فيُصبح في يوم من الأيام مسلكًا لتمرير أهدافِ غيرِه ...
وهذا المدخل هو مالم يُحسِن استغلالَه للأسف أصحابُ الفكْر، والتوجُّه السليم أحيانًا، فهم مُنشغلون دائمًا في الدِّفاع دون البناء الأساسي، وإذا كان السلف -رحمهم الله- لا يَقبَلون رواية المجاهيل، فكيف تُقبَل رواية وسائل الإعلام الموجَّهة، والمعرِّفات المجهولة؟ والله تعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}(١).
سابعًا: الإحباط من واقع المسلمين المرير:
فإذا رأى الشابُ واقعَ المسلمين في كثيرٍ مِن بلادهم، وما هم عليه مِن فتنٍ، وقتْل وحربٍ، وتشريدٍ وآلامٍ، وتسلُّطٍ للأعداء ... دَبَّ التحسُّر والألمُ في قلبه، وحُقَّ له ذلك وأصبح للشيطان مدخلًا عليه مِن جهتين: