للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشتكي فقال: طوفي من وراء الناس وأنتِ راكبة" (١).

ومنها: أن يطوف قرب البيت تبركاً به؛ ولأنه المقصود؛ ولأنه أيسرُ في الاستلام والتقبيل كما نصّ عليه الإمام ابن حجر عليه رحمة الله الذي استثنى من هذه السنة المرأة والخنثى حال طواف الذكور، واختار أن تطوفا في حاشية المطاف حتى لا تحدث المخالطة (٢).

ومنها: استلام الحجر الأسود وتقبيله والسجود عليه مع أول كل طوفة، فهذا مندوب إلّا للنساء فالسنة أن يقع ذلك في خلوة المطاف عن الرجال اتقاء للزحام. روى الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي عن منبوذ بن أبي سليمان عن أمه أنها كانت عند عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين رضي الله عنها فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها: يا أُمَّ المؤمنين طفت بالبيت سبعاً واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا فقالت لها عائشة رضي الله عنها: "لا آجرك الله لا آجرك الله تدافعين الرجال ألا كبّرْتِ ومرَرْت" (٣).

كما قال الإمام البيهقي: ورُوِّينا عن سعيد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أنه كان يقول لهن: إذا وجدتن فرجة من الناس فاستَلِمنَ وإلا فكبِّرنَ وامْضِيْنَ (٤).

وقال الإمام النووي: "ولا يسن للنساء استلام ولاتقببل إلّا في الليل عند خُلوّ المطاف" (٥).

والنتيجة أنّه إن كان هناك ازدحام فالبعد أوْلى اللهمّ إلّا في ابتداء الطواف أو آخره


(١) "الهدية المرضية بشرح أدلة المقدمة الحضرمية" تأليف د. مصطفى ديب البغا ص ٥٩٥.
(٢) "المنهاج القويم على المقدمة الحضرمية" ص ٤٢٣.
(٣) السنن الكبرى للبيهقي برقم (٩٣٤٩).
(٤) السنن الكبرى للببيهقي ٧/ ١٧٨.
(٥) اُنظر الحاشية لابن حجر الهيتمي على نور الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٢٦٦ ـ ٢٦٧.

<<  <   >  >>