للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما نقل عن ابن عباس أنه قال (١): "والذي نفسُ ابن عباس بيده ما من امرئٍ مسلم يسأل الله عزَّ وجلَّ شيئاً عنده إلّا أعطاه إياه (٢)

".كما جاء في سنن ابن ماجة أن الركن وُكِلَ به سبعون ملكاً، فمن قال: اللهمّ! إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، قالوا: آمين (٣). وجاء في سنن الترمذي أن مسح الركن والحجر كفارة لخطايا الماسحين هناك (٤).

لذلك اتفق أئمة المذاهب الأربعة على سنية استلام الركن اليماني في الطواف بمسحه بالكفين أو باليمين اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وابتغاء تحصيل الأجر والثواب الجزيل.


(١) هذه الأخبار أذكرها على سبيل الاستئناس، وأثبتها من باب التنبيه على فضل الركن اليماني، وهي الأحاديث التي لو صحت لكان لها حكم الرفع؛ لأن أمثال هذه الأخبار مما لا يقال من باب الرأي، لكنني أذكر أن صحة بعضها، وضعف البعض الآخرلا يضر؛ لأنه يكفي اليماني فخراً وتيهاً أنه أحد أركان كعبة الله في أرضه، التي وضع قواعدها ملائكة الله المطهرين، ورفع بنيانها اثنان من المتقدمين في قافلة رسل الله، وأنها قبلة الموحدين والزائرين لله تعالى في بيته هذا الذي أحد أركانه الركن اليماني.
(٢) اُنظر كتاب "فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام" للباحث سائد بكداش ص ٥١ - ٥٢ وص ٨٨. وانظر سنن الترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجر الأسود: "والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق" برقم (٩٦١) وقال: حديث حسن .. وانظر مسند أحمد برقم (٢٧٩٦) حيث قال محققوا في الموسوعة الحديثية إسناده قوي ورجاله ثقات. وفي سنن النسائي عن ابن عباس يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحجر الأسود من الجنة" ج ٥ ص ٢٢٦.
(٣) سنن ابن ماجة برقم (٢٩٥٧)، وذكر الإمام ابن حجر الهيتمي في حاشيته على شرح الإيضاح ص ٢٧٠: "أن ابن ماجة رواه بسند ضعيف".
(٤) روى الترمذي برقم (٩٥٩) عن ابن عمر أنه كان يزاحم على الركنين زحاماً- قال الراوي- ما رأيت أحداً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله. فقلتُ يا أبا عبد الرحمن: إنك تزاحم على الركنين زحاماً ما رأيت أحداً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يزاحم عليه. فقال: إن أفعلْ فإني سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن مسحهما كفارة للخطايا" وسمعته يقول: "من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة" وسمعته يقول: "لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلّا حط الله عنه خطيئة وكتب له بها حسنة". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن. وقد روى الحديثين الأولين أيضاً الإمام النسائي في سننه ج ٥ ص ٢٢١ باب ذكر الفضل في الطواف بالبيت، بينما تفرد الإمام الترمذي بتخريج الحديث الثالث.

<<  <   >  >>