للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه الرواية لم تثبت لي في ميزان خبر صحيح يطمئن القلب إليه رغم ورود أثر بذلك عن جابر وقتادة إلّا أنها روايات لا تقوم بها الحجة؛ لأن أشباه هذه الغيبيات لا سبيل لاعتمادها إلّا من جهة الحديث الصحيح المتصل بسنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير شذوذ فيه ولا علة يرفعه إلى جبريل عليه السَّلام يرفعه إلى رب العزة والملكوت رب العالمين المطلع على السر وأخفى.

ولدى البحث الدقيق يتبين لنا أن السند المقبول هنا مفقود وأن الروايات التي تدور حولها القضية لا تعدو كونها أخباراً يتناقلها الكّتاب بعضهم عن بعض دون عزو منهم إلى مصدر يقطع الشك باليقين لكنني أُنوه هنا إلى أنني لاأنفي احتمال الوقوع من جانب البحث العلمي الحر؛ لأن الله عزّ وجلّ على كل شيء قدير وإذا كان البنّاؤون اليوم قادرين على تركيب مصاعد ترتفع بحجارتهم إلى علو وتنزل بالبنّائين إلى أسفل فإن قدرة الله هي من باب أولى تطال ذلك من حجر الأرض أو من غير حجارة فهذا مما لا نقاش حوله البتة والسؤال الذي نجيب عنه هنا: هل ثبت في ميزان تمحيص الأخبار وتوثيقها وقوع ذلك الإعجاز لإبراهيم - عليه السلام -؟

إجابتي على الاستفسار: لم يثبت ذلك يقينا ولا ظنا والاكتفاء بما يتناقله الناس دون تثبُّت لا يفي بغرض البحث العلمي مع اعتقادي بأن خليل الرحمن وقع له من المعجزات ما هو أعظم من هذا ونحن المسلمين نؤمن بذلك إيماناً جازماً؛ لأنه مما ثبت في صريح كتاب الله عزَّ وجلَّ.

ومما يمكنني إضافته في هذا الاتجاه ما صرح به الإمام محمد بن إسماعيل البخاري

<<  <   >  >>