للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الحجر الكريم اليوم تظهر عليه آثار قدمي إبراهيم الكريمتين باديتين للعيان (١) وقد غاصتا فيه بعمق بعد أن لان الحجر الصلد لهما كما يلين الطين تحت وقع الأقدام (٢) وفي هذا رمز لتذليل الله سبحانه وتعالى كل شيء لعبده حين يخلص القصد لله رب العالمين.

ومن كرامات مقام إبراهيم - عليه السلام - حفظ الله تعالى له من السرقة والتخريب رغم كل الجهود التي بذلت في سبيل ذلك خلال آلاف السنين والتي كان منها أمر جريج اليهودي الذي ضربت عنقه بعد أن ضبط حجر المقام في بيته حين فقد، وبعد أن اعترف بنيَّة إخراجه من مكة المكرمة وإيصاله إلى ملك الروم (٣).

كذلك حفظه ربنا جل شأنه من السيول التي اجتاحت بيت الله خلال زمن طويل لإقامة المقام في البيت وهو يصل إلى أربعة آلاف سنة تقريباً خاصة أنه لم يكن مغطى ومن ذلك ما حدث له في السيل الجارف المعروف بسيل أُمِّ نهشل زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث أُعيد إلى مكانه بعد أن وُجد في أسفل مكة عقب جفاف الماء (٤).

وفي تقديري فإن أبرز كرامة لحجر المقام يتجلى في حفظ الباري - عز وجل - له من عبادة المشركين وهم الذين اشتهر عنهم الحرص البالغ على عبادة الجمادات من أشجار وأحجار


(١) يلاحظ بأنه لا يبدو أثر لأصابع القدمين؛ لأن المقام قبل الترميمات السعودية الأخيرة كان مكشوفاً ولهذا ذهبت المعالم التفصيلية للأصابع بعد طول الزمان، وكثرة مس الأيدي له. اُنظر تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً د. محمد إلياس عبد الغني وما نقله عن المؤرخ المكي طاهر الكردي سنة ١٤٠٠ هـ. وانظر ص ٧٢ ـ ٧٣. كما نقل الباحث سائد بكداش في كتابه فضل الحجر الأسود ومقام إبراهيم - عليه السلام - (١١٣) بسنده إلى أن أثر أصابع وأخمص قدميه الشريفتين في الحجر كان واضحاً إلى زمن الصحابة رضوان الله عليهم.
(٢) طول كل من قدميه (٢٢ سم) وعرضها (١١ سم) وعمق إحداهما (١٠ سم) وعمق الأخرى (٩ سم). اُنظر نفس المرجع لسائد بكداش (١١٩) ..
(٣) تاريخ مكة قديماً وحديثاً د. محمد إلياس عبد الغني، فصل: مقام إبراهيم - عليه السلام - ص ٧٣.
(٤) تاريخ مكة قديماً وحديثاً د. محمد إلياس عبد الغني، فصل: مقام إبراهيم - عليه السلام - ص ٧٣.

<<  <   >  >>