للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنما أمرتم بالصلاة عنده (١).

وإذا كانت الكراهة تتناول عين الحجر، أي يوم كان مكشوفاً للناظرين، فإن الكراهة اليوم تشتد بعد أن تم حفظه في مقصورة تتيح رؤيته من وراء زجاج شفاف وضع بداخله لا سيما وأنه لم يعد بالإمكان رؤية جوهر الحجر ومادته بعد أن تم تلبيسه بمادة الفضة حماية له من عوامل التآكل (٢).

ومن السنة أن يصلي عند مقام إبراهيم بعد إتمام طوافه ركعتين وهو ما صرح به جابر حيث تلا قوله تعالى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥] وتلاها قبله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأداها كما أداها من بعدُ أصحابه وأتباعه إلى يومنا هذا، وإلى يوم الدين بإذن الله.

لكن ماذا يفعل من عجز عن أداء ركعتي الطواف لعذر عرض له كازدحام الناس؟ .

الفقهاء يذكرون أفضلية الصلاة بعد الطواف عند المقام للآية والاتباع، لكنهم ينصون كذلك على مواضع أُخرى للصلاة عند طروء عارض وهي على الترتيب وفق ما جاء في كتبهم: الكعبة المشرفة وهذا أولها، ثم دخول حِجر إسماعيل تحت الميزاب ثم في أي جزء آخر من حجر إسماعيل، ثم فيما قرب من الحجر، ثم في بقية المسجد، ثم في دار خديجة، ثم في بقية مدينة مكة المكرمة، ثم في سائر حدود الحرم، ثم فيما شاء متى شاء (٣). قال الإمام النووي:


(١) نفس المرجع والصفحة نقلا عن الفاكهاني في أخبار مكة برقم (١٠٠٦) بإسناد حسن.
(٢) اُنظر نفس المرجع والصفحة.
(٣) اُنظر المنهاج القويم على المقدمة الحضرمية للإمام شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي (٤٢٣).

<<  <   >  >>