للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم أجدْ من الفقهاء من خص المسافة بين الميلين الأخضرين بقولك "رب اغفر وارحم" فالدعاء هذا شامل للميلين الأخضرين ولسائر الطواف بين الصفا والمروة بعد الدعاء والذكر عند الصفا وعند المروة بما ذكرنا مكرراً ثلاثاً.

ومما أُثِرَ عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه دعاؤه الذي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ومالك في الموطأ عن نافع أنه سمعه يدعو ويقول على الصفا "اللهمّ إنك قلت {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] وإنك لا تخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني إلى الإسلام ألا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم" (١) قال الإمام النووي "وحسن أن يقول ... " ثم ساق الدعاء.

ومن الوارد كذلك ما ساقه البيهقي في سننه عن نافع أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول على الصفا:

"اللهمّ! اعصمنا بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك، وجنّبنا حدودك. اللهمّ! اجعلنا نحبك ونحب ملائكتك وأنبياءك ورسلك ونحب عبادك الصالحين.

اللهمّ! حببنا إليك وإلى ملائكتك وإلى أنبيائك ورسلك وإلى عبادك الصالحين. اللهمّ! يسرنا لليسرى وجنبنا العسرى واغفر لنا في الآخرة والأُولى واجعلنا من أئمة المتقين" (٢) وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطاف بالبيت ثم خرج


(١) السنن الكبرى للبيهقي برقم (٩٤٢٨) والموطأ للإمام مالك بن أنس برقم: (٨٣٧).
(٢) السنن الكبرى البيهقي برقم (٩٤٢٩) كما أورده الإمام النووي في الأذكار ص ٢٢٩.

<<  <   >  >>