للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يطوف بين الصفا والمروة فجعلنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد منه أو يصيبه شيء فسمعته يدعو على الأحزاب يقول: "اللهمّ! منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب. اللهمّ! اهزمهم وزلزلهم" (١).

وليست هذه الأدعية المأثورة عن الصحابة لازمة واجبة لكنها تستحب (٢)؛ لأن السلف الصالح في صدر التاريخ الإسلامي وهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استحبوها ورددوها فاقتداء الأمة بهم أولى من دعاء مأثور عن غيرهم ما لم يثبت أنه دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ذكرنا، ولاحتمال أن يكون أحدهم قد استقاه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. جاء في سنن البيهقي عن ابن جريج قال: قلت لنافع: هل من قول كان عبد الله بن عمر يلزمه؟ قال: لاتسأل عن ذلك فإن ذلك ليس بواجب فأبيت أن أدعه حتى يخبرني قال: كان يطيل القيام حتى لولا الحياء منه لجلسنا فيكبر ثلاثاً يقول: (لا إله إلّا الله له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ثم يدعو طويلاً يرفع صوته ويخفضه حتى إنه ليسأله أن يقضي عنه مغرمة فيما سأل ثم يكبر ثلاثاً ثم يقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يسأل طويلاً كذلك حتى يفعل ذلك سبع مرات يقول ذلك على الصفا والمروة في كل ما حج واعتمر" (٣).

ومن الأذكار الواردة هنا عن ابن عمر كذلك أنه كان يقول عند الصفا "اللهمّ


(١) صحيح ابن خزيمة برقم (٢٧٧٥) باب الدعاء على أهل الملل والأوثان على الصفا والمروة أن يهزموا ويزلزلوا الباب ص ٢١٠.
(٢) ذكر أستاذنا الدكتور نور الدين عتر في كتابه "دراسات تطبيقية في الحديث النبوي" ـ في جزء المعاملات ـ ص ٦٨ بأن الفقهاء متفقون على سنية هذه الأذكار وأن العلماء لم يقولوا بوجوبها قياساً منهم على أذكار الصلاة أي كالتسبيح المعهود في الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين وهكذا.
(٣) السنن الكبرى للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي برقم (٩٤٣٠).

<<  <   >  >>