للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي بعد أن نفى وجود دعاء خاص لكل شوط في الطواف:

"وفي السعي لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلّا أنه عندما يصعد على الصفا يقرأ قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٥٨] أبدأ بما بدأ الله به ثم قال: "لا إله إلّا الله وحده ... .. " ثم اتجه إلى الكعبة ودعا الله عزّ وجلّ، لم يدر بماذا دعا، دعا بما ييسر الله له فإن الإنسان طول الطواف وطول السعي يدعو الله بما يفيض به قلبه هذا ما ينبغي بالسنة للحاج أو المعتمر" (١).

هذه المسألة تدعونا وبإلحاح إلى التعرض إلى نقطة أخرى يشرف عليها أمناء أفواج الحج في بيت الله الحرام ألا وهي صورة الدعاء الجماعي حيث يتقدم رجل عليه سمات الدعاة يحفظ الكثير من الأدعية أو يقرؤها من كتاب يحمله رافعاً صوته بين يدي مجموعة تتبعه من ساحة الطواف أو خط المسعى تردد خلفه كلمة كلمة.

فما هو الحكم الشرعي لهذه الهيئة؟

بحثت في كتب الفقه فلم أعثر على نص يتناول هذه المسألة فيما وقع تحت يدي من مراجع إلّا ما أتى عليه الإمام النووي في شرح الإيضاح في مناسك الحج حيث صرح بجواز ذلك بقوله: "ولو دعا واحد وأمّن جماعة فحسن (٢) " ويبدو أن الإمام ابن حجر الهيتمي في حاشيته على كلام النووي لم يعلق بشيء مما يفيد موافقته له في اجتهاده ذاك، ويؤكد أنه فقه مذهب الشافعية.


(١) اُنظر كتاب "مئة سؤال عن الحج والعمرة والأضحية والعيدين" للدكتور يوسف القرضاوي ص ١١٤ - ١١٥.
(٢) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٢٧٠ ـ ٢٧١.

<<  <   >  >>