للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متاريس قوية استعصت على هجماتهم الشرسة المتلاحقة، رغم الدعم الغربي السخيِّ لها، فلم تُفلح بتاتاً في سلخ القطر العربي المصري عن جذوره وثقافته الإسلامية، حتى رفع قائد تلك الحملة الراية البيضاء من خلال تقريرٍ له إلى مسؤولية يشخص فيه المعضلة ختمه بالإفادة التالية:

"سيظلُّ الإسلام صخرة عاتية تتحطم عليها محاولات التبشير المسيحي ما دام للإسلام في مصر هذه الدعائم الأربع: القرآن ـ الأزهر ـ الاجتماع الأسبوعي ـ المؤتمر الإسلامي السنوي".

ولقد علَّق فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي على قول هذا القائد التبشيري بعد أن ساق الخبر: "أي ما دام هناك قرآن يتلى صباح مساء، وما دام هناك أزهر بعلمائه الصادقين يعلمون الناس إذا جهلوا، ويذكرونهم إذا نسوا، وينبهونهم إذا غفلوا، ويقوّونهم إذا ضعفوا، وما دام هناك اجتماعٌ أُسبوعي يربط بين المسلمين في البلد الواحد، وما دام هناك مؤتمر سنوي يذهب إليه المسلم فيعود خيراً مما كان" (١).

هذه الحقيقة الناصعة تلهبُ على الدوام عوامل الحقد في قلوب الأعداء التقليديين للأمة، الذي تكاد أكبادهم تتفطر غيظاً أمام عظمة هذه الفريضة الشامخة، والعتيقة المتجددة، التي تهزأ بسلطانهم الممتد، حين تفسد عليهم أحلام مشاريعهم الوردية، وهم الذين يشاهدون بأُمِّ أعينهم مَنْ بذلوا في سبيل غوايته أموالاً طائلة (٢) حتى وقع في الشباك، وظنوا أنه خرج من دائرة الحق لصالح الباطل الذي غذّوْه، فإذا به اليوم بعد أن


(١) نقلاً عن الدكتور يوسف القرضاوي من موقع الجزيرة نت، عن برنامج الشريعة والحياة بتاريخ ٦/ ٤/١٩٩٧ و ٢٥/ ١/٢٠٠٤.
(٢) هذا تصديق وإعجاز ناطق بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦)} [الأنفال: ٣٦].

<<  <   >  >>