للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرض فلا يعود هناك أمر بمعروف ولا نهي عن منكر بدليل تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} [النمل: ٨٢] بغضب الله وسخطه (١).

والخلاصة أنَّ القرآن ذكر لنا في بيانه إحدى مقدمات الساعة وعلامة فارقة من أشراطها وهي دابة الأرض التي تخرج للبشر تكلمهم أن الناس كانوا بآيات الله لا يؤمنون دون أن تعرج الآية على صفة تلك الدابة من طول أو ارتفاع أوشَبَهٍ، كما لم تأتِ الآية على المكان الذي تخرج منه الدابة فاليقين الذي يجب أن يعتقده كل مسلم هو أن دابة تتكلم تخرج بين يدي الساعة علامة كبرى من أشراطها لذلك فإن تعرضي لهذا الموضوع في الكتاب هو على سبيل الاستئناس في أمر ذي صلة بالبحث وإلّا فما سبق بيانه يفي بالغرض.

خامساً: الصفا شهد كذلك جموع المبايعين لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالإسلام.

وعلى جبل الصفا قامت المناظرة الشهيرة بين هند ـ امرأة أبي سفيان ـ مع نسوة من قريش ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصفا وعمر يعلّمهن أمر الإسلام فلما أخذ عليهن العهد أن لا يشركن بالله شيئاً ولايسرقْنَ قالت هند: وهل تسرق الحرة؟ فلما قال: ولا يزنين قالت: وهل تزني الحرة يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فلما قال: ولا يعصينك في معروف قالت: بأبي أنت وأمي ما أكرمك وما أحسن ما دعوت إليه (٢).

سادساً: عند الصفا قام أبو جهل بضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحجر شج به رأسه ونزف بسببه الدم فوصل الخبر إلى حمزة بن عبد المطلب قبل إسلامه وهو في نادي قريش عند


(١) نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٢) نقلاً عن تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً للدكتور محمد إلياس عبد الغني ص ٨٢.

<<  <   >  >>