فهو أولا نور نبوي أقدمه للقراء الأعزاء من خلال روايات يُغَذّون بها أفكارهم ومحفوظاتهم وقلوبهم وعيونهم. وهو ثانياً تعريف بهذه الفريضة من مصادرها التي منها استنبطت أحكامها في حين أن جِلّ ما يكتب اليوم عن أحكام الحج تُرسم صورته بأحكام مجردة غالباً عن مصادرها وجذورها وينابيعها التي تمدها بعين الحياة. وهو ثالثاً إطلالة على العديد من المسائل الهامة في فقه الحج واللغة من خلال نقول موثقة عن جهابذة العلماء. (٢) السيدة عائشة رضي الله عنها لم تطف بالبيت يوم وصل المسلمون مكة؛ لأن الحيضة عاجلتها على تخوم الأرض الحرام. (٣) قال الإمام النووي: "وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "انقضي رأسك وامتشطي" فلا يلزم منه إبطال العمرة؛ لأن نقض الرأس والامتشاط جائزان عندنا في الإحرام بحيث لا يَنْتف شعراً، ولكن يكره الامتشاط إلّا لعذر. وتأوّل العلماء فعل عائشة هذا على أنها كانت معذورة بأن كان في رأسها أذى فأباح لها الامتشاط كما أباح لكعب بن عُجْرة الحلق =