للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال: "ولما أن المحصب أصبح ضمن مكة فيمكث الحاج فيه ما تيسر أو في مسجدٍ مما هناك تحصيلاً للسنة قدر الإمكان".

وفي صحيح مسلم وغيره ما يؤيد ذلك حيث روي عن نافع أن ابن عمر كان يرى التحصب سنة، وأنه كان يصلي الظهر يوم النفر بالحصْبة. قال مسلم: قال نافع: قد حصّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء بعده" (١).

أما غير الحنفية فقد اكتفوا باستحباب النزول بوادي المحصب أو الأبطح دون أن يرتقي استحبابهم إلى رتبة السنية يؤيد ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة قالت: نزول الأبطح ليس بسنة إنما نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج" (٢).

كما يؤيده قول ابن عباس في صحيح مسلم قال: "ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٣).

وروى مسلم عن أبي رافع قال: لم يأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنزل الأبطح حين خرج من منى ولكني جئت فضربت فيه قبته فجاء فنزل (٤).

وهناك اجتهاد آخر في المحصب ذكره النووي قال: "قال: بعض العلماء: وكان نزوله - صلى الله عليه وسلم - هنا شكراً لله تعالى على الظهور بعد الاختفاء وعلى إظهار دين الله تعالى والله أعلم" (٥).


(١) صحيح مسلم (١٣١٠/ ٣٣٨).
(٢) صحيح مسلم (١٣١١/ ٣٣٩).
(٣) صحيح مسلم (١٣١٢/ ٣٤٠).
(٤) صحيح مسلم (١٣١٣/ ٣٤٢).
(٥) صحيح مسلم بشرح النووي ج ٩ ـ (٤٣٣).

<<  <   >  >>