للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوم التروية والإحرام فيه

قال جابر - رضي الله عنه -: "فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلّوا بالحج":

يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة سمي بذلك؛ لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء أي يحملونه معهم من مكة إلى عرفات لاستعماله في الشرب وسائر الوجوه الأخرى؛ لأن تلك الأماكن لم يكن فيها آنذاك ماء (١).

وقيل: ؛ لأن إبراهيم تروّى في ذبح ولده وهو شاذ (٢).

ويوم التروية يسمى يوم النُّقْلَةُ؛ لانتقالهم فيه إلى منى (٣).

وكلام جابر دليل للشافعي وموافقيه في أن من كان بمكة وأراد الإحرام بالحج فإنه يحرم يوم التروية عملاً بهذا الحديث وهو محل اتفاق جمهور الفقهاء، ويشهد له رواية أخرى عند مسلم في باب إحرام أهل المدينة من عند مسجد ذي الحليفة عن ابن


(١) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٣٠٤ ـ هذا وقد قال فيه الإمام ابن حجر: "وعليه فقياسه أن يسمى يوم الإراء لا التروية" وانظر كذلك فتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ج ٣ ـ ص ٦٤٠.
(٢) اُنظر فتح الباري للعسقلاني في نفس الجزء والصفحة.
(٣) أما اليوم السابع من ذي الحجة فقد صرح النووي في المجموع أن لا اسم له لكن ذكر غيره أنه يسمى يوم الزينة لتزيينهم المحامل فيه إلى عرفة وأنكر ذلك النووي. وأما اليوم التاسع فيسمى يوم عرفة، والعاشر يدعى يوم النحر والحادي عشر يسمونه يوم القر؛ لأنهم يقرون فيه بمنى، والثاني عشر يوم النفر الأول أو يوم الرؤوس؛ لأكلهم فيه رؤوس الهدي، والثالث عشر يوم النفر الثاني أو يوم الخلاء، لخلو منى منهم.
اُنظر نفس المرجع والجزء ص ٧٢٦ ـ والحاشية للعلامة ابن حجر الهيتمي ص ٣٠٤.

<<  <   >  >>