للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طريق غير الذي صدر منها كالعيد، وذكر الأزرقي: وطريق ضب مختصر من المزدلفة إلى عرفة وهو في أصل المأزمين عن يمينك وأنت ذاهب إلى عرفات (١) والله تعالى أعلم" (٢).

ومن تمام الفائدة أن الإمام يخرج بالحجاج قبل طلوع فجر اليوم التاسع من منى ـ وذلك عند الشافعية ـ إن صادف وقوع يوم التروية يوم جمعة؛ لأن السفر عندهم في هذه الحالة بعد الفجر وقبل الزوال حرام (٣).

هذه هي الخطوط التفصيلية لما عليه عمل حجاج بيت الله الحرام في هذا الوقت الممتد في منى وهو ما ينبغي أن يحرص عليه كل الوافدين على الله في مواسم هذه الفريضة، وكذلك كل القائمين على تنظيم وخدمة ضيوف الرحمن من أمناء أفواج وشركات سياحية ومؤسسات إشراف حكومية؛ لأنه لا يوجد شيء في الدنيا يضاهي شرف متابعة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام خصوصاً في رحلة الرسل والأنبياء، عنوان الصلة الوثيقة بين الأرض والسماء.

إن الذي يصدر عن معظم الحجيج منذ زمن بعيد هو خلاف ما سار عليه سلف


(١) قال الإمام ابن حجر: "أي وتصير طريق المأزمين عن يسارك وظاهره أن ضب وهو ثبير عند المصنف يمتد إلى مزدلفة فيؤيد ما مر من اتصال ثبير منى بثبير مزدلفة". نفس المرجع والصفحة
(٢) اُنظر نفس المرجع والصفحة.
(٣) اُنظر الفقه الإسلامي وأدلته لأستاذنا الدكتور وهبة الزحيلي ج ٣ ص ٢٢٧٤ - والذي أضاف: "وإذا كان يوم عرفة يوم جمعة جاز خروج الحجاج بعد الفجر ولم يُصلِّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - الجمعة بعرفة مع أنه قد ثبت في الصحيحين أن يوم عرفة الذي وقف فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوم جمعة".

<<  <   >  >>