للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عرفة حين زالت الشمس فصاح عند سرادق الحَجاج (١) فخرج وعليه ملحفة (٢) مُعَصْفَرَة (٣) فقال: ما لك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواحَ إن كنت تريد السنة (٤) قال: هذه الساعة؟ ! قال: نعم. قال: فأنظرني حتى أُفيض على رأسي ثم أَخرج، فنزل (٥) حتى خرج الحجاج فسار بيني وبين أبي (٦) فقلت: إن كنت تريد السنة فاقْصُرِ الخطبة وعجِّلِ الوقوف (٧) فجعل ينظر إلى عبد الله فلما رأى ذلك عبد الله قال: صدق" (٨).

ثم الخطب التي يخطبها الإمام في الحج أربع خطب مسنونة:

إحداها: يوم السابع من ذي الحجة يخطب بها عند الكعبة المشرفة خطبة واحدة لا يجلس فيها بالاتفاق وهي أول الخطب يعلّمهم فيها الإمام مناسك الحج استعداداً للرحيل إلى منى يوم التروية (٩). الدليل ما رواه البيهقي في السنن الكبرى بإسناد جيد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان قبل التروية خطب


(١) وفي رواية أخرى عند البخاري برقم (١٦٦٣) "أين هذا؟ " يريد الحجاج".
(٢) أي إزار كبير.
(٣) المعصفر المصبوغ بالعصفر.
(٤) قال صاحب فتح الباري: "وفي رواية ابن وهب إن كنت تريد أن تصيب السنة" ج ٣ ص ٦٤٦.
(٥) أي ابن عمر
(٦) القائل هو سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم جميعاً.
(٧) تعجيل الوقوف يستلزم منه تعجيل الصلاة.
(٨) صحيح البخاري برقم (١٦٦٠).
(٩) اُنظر صحيح مسلم بشرح النووي ج ٨ ـ ص ٢٤٠، والفقه الإسلامي د. الزحيلي ج ٣ ص ٢٢٧٤.

<<  <   >  >>