للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس فأخبرهم بمناسكهم (١).

الثانية هي هذه التي يتحدث عنها جابر التي أداها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببطن عرنةيوم التاسع من ذي الحجة بعد الزوال، وهي تؤدى كصلاة الجمعة بخطبتين قبل الصلاة يجلس بينهما كما مر (٢).

الثالثة يوم النحر وقد عنون الإمام البخاري في صحيحه في بابه بعنوان: "الخطبة أيام منى" وفيه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس يوم النحر فقال: يا أيها الناس أيُّ يوم هذا؟ (٣) قالوا: يوم حرام. قال: فأيُّ بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام. قال: فأيُّ شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام. قال: فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا. فأعادها مراراً ثم رفع رأسه فقال: اللهم! هل بلّغْتْ؟ اللهم! هل بلغت؟ قال ابن عباس: والذي نفسي بيده إنها لوصية لأمته فليبلغ الشاهد الغائب: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" (٤).

فالخطبة يوم النحر هي لتعليم الناس مناسكهم من النحر والإفاضة والرمي؛ لأن النحر يوم تكثر فيه أعمال الحج فيحتاج الناس حينئذ إلى تعلم الأحكام فإذا بخطبة يوم النحر مفتاح يمكنهم من بلوغ غايتهم.

الرابعة يوم النفر الأول، وهو ثالث أيام العيد، أي اليوم الثاني من أيام التشريق يعلّم


(١) السنن الكبرى للإملام البيهقي باب الخطب التي يستحب للإمام أن يأتي بها في الحج أولها السابع من ذي الحجة بمكة ج ٧ ص ٢٤٠ برقم (٩٥١٩).
(٢) هذه الخطبة هي الأولى عند الحنبلية.
(٣) وفي رواية أخرى عند البخاري: "أتدرون أيّ يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ... " أقول: كذا في سائر الأسئلة. اُنظر البخاري برقم (١٦٥٤).
(٤) البخاري برقم (١٧٣٩).

<<  <   >  >>