ومن عوامل القتل الثأر على خلفية الانتقام وتفريغ شحنة حقد دفين سواء كان ثأراً لقتل أو سلطة أو عرض أو أي منفعة دنيوية! ولكي تموت هذه العادة الذميمة المتمكنة من تلك المجتمعات آنئذ فقد بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه وأهله فأسقط دم إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت زمن استرضاع بني سعد له فأصابه حجر في حرب كانت دائرة بين بني سعد وبني ليث بن بكر من هُذَيل فمات (١).
وبهذا رسخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحريم الثأر بإسقاط حق من يقتدي هذا الجمع الغفير به على مرأى ومسمع المحتشدين.
المبدأ الثالث: وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله:
الجاهلية هي الجاهلية أيّاً كانت مسمياتها وألوانها لا فرق في ذلك بين جاهلية أولى أو جاهلية معاصرة إذ الثوابت فيها واحدة المعالم لا تتبدل: ففي الثقافة: سمةُ الجاهلية استباحة ما التقت الفطرة السليمة والشريعة السماوية على تحريمه.
وفي العلاقات الإنسانية عنوانها استحلاب مزيد من الحروب بأي وسيلة لحساب تقاليد أو عصبيات أو فوارق شكلية تُلَمِّعُ نفسها في إطار عنصري أو لحساباتٍ شخصيةٍ لمن استعبدهم هذا كله، قيدهم بأغلاله بريق الدرهم والدينار.
وفي الاقتصاد فإن النظام الربوي الذي يقدِّم فيه القوي المال منّةً للضعيف وهيمنة عليه في ظل حرب باردة يعيش فيها الأغنياء الجشعون على تلال متنامية من المال الذي