لم يبذلوا جهداً في تحصيله في حين يتهاوى الفقراء في مهاوي العوز السحيق بعد أن ازدادوا فقراً على فقرهم حيث حرموا من فرص النجاح وتحولوا إلى أداة مستعبدة بيد أسياد قساة يسخرونهم بلا رحمة كما يُسَخَّرُ ثور الرحى في دوامة الإنتاج اللامتناهيةهو عنوان بارز لهذه الجاهلية.
وإذا كان زماننا المعاصر يتسم بالمعاملات الربوية في غالب ربوع العالم بما فيه الإسلامي فإن الظلم في العلاقة بين الشعوب في توزيع خيراتها وتقاسم ثرواتها هي العلامة الفاصلة الدالة على عودة الشعوب القهقرى إلى جاهلية مقيتة حذرنا رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من العود إلى جيفتها القذرة ومعانقتها والتمسح بأذيالها بعد أن صارت نسياً منسياً، وبعد أن غيّب جدار الماضي رائحتها العفنة.
ومثلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عشيرته مثلا يحتذى في نبذ الثأر والدماء فقد عاود الكرة قدوة ومعلماً في أمر ربا الجاهلية الذي قرنه في خطابه بالشذوذ الإنساني في القتل والتدمير وكأنه يقول: إذا كان السيف يقتل الإنسان بقطع رأسه فإن الربا يقتل الإنسان بإذلاله وقطع رزقه وإحالته إلى عبد يمضي عمره يقضي ما عليه من أموال ربوية ولا تنقضي.
وفي هذا صراحة في خطاب الأجيال فالمترسمون غير هدي الشريعة في تصفية الحسابات ذبحاً واستباحة دماء جاهليون متطرفون شاذون عن جادة الحق والفطرة والسماء، والمترسمون غير منهج الله في العلاقات الاقتصادية على مستوى الأفراد والمجتمعات جاهليون شاردون عن طريق العدل والسداد والاعتدال.
المبدأ الرابع: "فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن