للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكلمة الله ... (١) ":

الإسلام منارة مضيئة في سماء هذه الامة تفضح ممارسات العهود البائدة في الظلم والعدوان وتهيب بأبناء الإسلام أن لا يخدعوا من جديد فيقعوا ضحية ممارسات فاسدة تصادم ما محاه الإسلام في تشريعاته بين قومه الكرام.

فالوصية بالنساء رفع للظلم الذي كان واقعاً عليهن يوم كانت المرأة مهملة لا تملك في مجتمعها أي حق.

والوصية بالنساء تثبيتٌ لضمانات الحقوق التي أقرتها شريعة السماء.

ولعل في التوصية في هذه الخطبة بالذات تنبيه إلى حاجة الأمة إلى العناية بالإناث تربية وتثقيفاً وتعليماً خوفاً من أن يتسلل إليهن مارق دعي يخلط في أزمنة لاحقة بين حق المرأة في رسالة الأمة الحضارية وبين استغلال المرأة في كرامتها توظيفاً لمفاتنها في إفساد المجتمعات وجني ما لا يحصى من الأموال في لعبة تغدو المرأة في مسرحها رقيقاً أبيض لا تملك أدنى حقوق البشر في اختيار المأكل والمشرب والملبس وأوقات النوم والراحة! وحياة هؤلاء اليومية وتصريحاتهم أبلغ دليل على هذا لكن الأبلغ في الذم أن يعرض أحد المنتسبين إلى الأمة عن خطاب حجة الوداع فإذا بهؤلاء يتسابقون باسم المعاصرة إلى تسويق وجوه الاستخفاف بالنساء واستعبادهن تقليداً أعمى لغرب لم تعد


(١) قال الإمام النووي: "قوله - صلى الله عليه وسلم -: "واستحلَلْتُمْ فروجهنّ بكلمة الله": قيل: معناه قوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: ٢٢٩]، وقيل: المراد كلمة التوحيد وهي لا إله إلّا الله محمد رسول الله، إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم، وقيل: المراد كلمة الله والكلمة قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: ٣]، وهذا الثالث هو الصحيح، وبالأوّل قال الخطابي والهروي وغيرهما، وقيل: المراد بالكلمة الإيجاب والقبول، ومعناه على هذا بالكلمة التي أمر الله تعالى بها، والله أعلم". شرح النووي على مسلم ج ٨ ص ٣٤٠.

<<  <   >  >>