للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهمَّ عنده من طاعة الله، فللهِ الفضلةُ من قلبه وعلمه وقوله وعمله وماله وسواه المقدم في ذلك؛ لأنه المهم عنده" (١).

لذا فواجبنا التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إجلاله شعائر ربه وحدود شرعه ومناسك حجه والقيام بذلك على أتم وجه وبإخلاص تام لوجهه الكريم، وأن نصبر على هذا ونتواصى على ذلك.

سابعاً: من السنة أن يقف الحاج يوم عرفة مفطراً لما رواه البخاري في صحيحه عن أمّ الفضل بنت الحارث أن ناساً اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلتُ إليه بقدَحِ لبن وهو واقف على بعيره فشربه (٢).

فلا يصوم يوم عرفة سواء كان يضعف فيه أم لا (٣)؛ لأن الموقف عبادة لها تميزها وتحتاج من أصحابها استعداداً من نوع خاص لاسيما في هذا الزحام الشديد واقتران ذلك بالطقس الحار غالباً هناك فالفطر يعين على أداء العبادة وهو ما يتفق مع السنة المطهرة.

ثامناً: الأفضل أن لا يستظل الواقف بشيء بل يبرز للشمس؛ لأنه لم ينقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استظل بعرفات مع العلم أن الرواية التي صحت عنه - صلى الله عليه وسلم - هي استظلاله بثوب وهو يرمي الجمرة.

تاسعاً: ومن سنن الوقوف الجمع بين الليل والنهار بحيث يبقى واقفاً حتى تغرب


(١) الجواب الكافي لابن قيم الجوزية ص ٩٨.
(٢) صحيح البخاري باب الوقوف على الدابة بعرفة برقم (١٦٦١)، والسنن الكبرى للبيهقي باب ترك الصوم يوم عرفة وعرفات برقم (٩٥٥٤).
(٣) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٣١٩.

<<  <   >  >>