للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحل عرفات وانتهت إلى جوهرة الحرم المكي المسجد الحرام الذي تزهو في وسطه بإجلال وإكبار كعبة الطهر والشموخ والرحمة والخلود.

تلك مزدلفة بوابة مكة في بقعة من الأرض تقع بين نهاية عرفات من جهة الحرم وبين وادي مُحَسِّر الذي يفصل بينها وبين منى، وهو ما يعني أن مزدلفة لا تتصل بكل من عرفة ومنى مباشرة وإنما يفصلها عن كل منهما فرسخ (١). ولقد عرف الإمام النووي حدها بقوله: "وحد المزدلفة ما بين مأزمي عرفة المذكورين (٢) وقرب محسر يميناً وشمالاً من تلك المواطن القوابل والظواهر والشعاب والجبال فكلها من مزدلفة وليس المأزمان ولا وادي محسّر (٣) من مزدلفة (٤).

ومن الأدلة على ذلك ما رواه أحمد في مسنده بلفظ: "كل عرفات موقف وارفعوا عن بطن عرنة، وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن محسّر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح" (٥).


(١) اُنظرما قاله العلامة ابن حجر الهيتمي في حاشيته على نور الإيضاح للنووي ص ٣٣٤. وما جاء في كتاب الحج والعمرة للدكتور نور الدين عتر ص ٩٦. هذا وقد قال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار ج ٥ ص ٨٦. عن محسّر: "وليس هو من مزدلفة ولا من منى بل هو مسيل بينهما وقيل: إنه من منى".
(٢) المأزم كمنزل يطلق على الأرض وفي القاموس المحيط: "المأزمات مضيق بين جمع وعرفة، وآخر بين مكة ومنى ".
(٣) وادي محسّر واد بين مزدلفة ومنى وبالضبط بين المشعر الحرام (جبل قزح) ومنى بقدر رمية الحجر بالمقلاع من قوي وهو ليس من مزدلفة وقد سمي بطن محسر بهذا الاسم؛ لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيا وكَلَّ عن المسير. اُنظر نفس المرجع لابن حجر ص ٣٣٥ ونفس المرجع ص ٣٨. والفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي حـ ٨ ص ٢١٥٥. وصحيح مسلم بشرح النووي ج ٣ ص ٣٤٣.
(٤) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح للنووي ص ٣٣٤.
(٥) مسند الإمام أحمد برقم (١٦٧٥١) وقد قال في الموسوعة الحديثيةعلى مسند أحمد: "حديث صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف". أقول وقد وجدت في صحيح ابن خزيمة شاهد له رقمه (٢٨١٦) كما وجدت عند ابن ماجة رواية من طريق جابر رقمها (٣٠١٢) قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل عرفة موقف وارتفعوا عن بطن عرنة، وكل المزدلفة موقف وارتفعوا عن بطن محسر، وكل منى منحر إلا ما وراء العقبة".

<<  <   >  >>