للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التلبية بعد الوقوف بعرفات وهو مذهب الجمهور كما سبق" (١). كما قال في كتابه الأذكار: "ويكثر من قراءة القرآن ومن الدعاء ويستحب أن يقول: لا إله إلّا إلا الله والله أكبر ويكرر ذلك ويقول: إليك اللهم أرغب وإيّاك أرجو فتقبل نسكي ووفقني وارزقني فيه من الخير أكثر ما أطلب ولا تخيبني إنك أنت الله الجواد الكريم" (٢). لهذا فإنّ الدعاء هو من شعائر الحج ومناسكه عند المشعر الحرام الذي سمي مشعراً من الشعار وهو العلامة. قال الإمام القرطبي: "لأنه معلم للحج والصلاة والمبيت به والدعاء عنده من شعائر الحج ووصف بالحرام لحرمته" (٣).

فالأفضل أن يتخذ من المشعر الحرام موضعاً لذكر الله تعالى بشتى ألوان الذكر دعاء وتكبيراً وتهليلاً وتلبية وتوحيداً اقتداء بالحبيب الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - لكن المشعر الحرام الذي هو جبل قزح أزيل بسبب توسعات المناسك وأقيم مكانه مسجد عظيم (٤) يحمل اسم مسجد المشعر الحرام فيمكننا أن نقف هناك نذكر الله عز وجل.

هذا الذكر يستحب فيه استقبال القبلة والوقوف هناك إلى الإسفار عملاً بحديث جابر: "ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا الله وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً (٥) ".


(١) اُنظر نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٢) الأذكار النووية المسماة حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبة في الليل والنهار ص ٢٣٢.
(٣) تفسير القرطبي ج ٢ ص ٤١٨.
(٤) الحج والعمرة في الفقه الإسلامي د. نور الدين عتر ص ٩٨.
(٥) أي أضاء يعني ضوء النهار ظهوراً بليغاً.

<<  <   >  >>