للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه البقعة فخراً أنها من أرض الحرم الذي شرفه الله، ومرّ به الأنبياء، وجاء ذكره في محكم التنزيل، ووقف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة وجمعاً وسؤالاً وتكبيراً وتهليلاً وتلبية وسائر صنوف الذكر حتى طلع الفجر وأسفر جداً فلو كان الحال كما زعم القائل لقضى فيها حاجته ثم تابع المسير من هناك إلى منى لرمي جمرة العقبة. قال الإمام النووي: "وهذه الليلة هي ليلة العيد ليلة عظيمة جامعة لأنواعٍ من الفضل منها شرف الزمان والمكان فإن المزدلفة من الحرم كما سبق وانضم إلى هذا جلالة أهل الجمع الحاضرين بها وهم وفد الله وخير عباده ومن لا يشقى بهم جليسهم فينبغي أن يعتني الحاضر بها بإحيائها بالعبادة من الصلاة والتلاوة والذكر والدعاء والتضرع" (١).

الفقرة السادسة:

الوقت المجزئ للمبيت في المزدلفة:

الوقوف بالمزدلفة واجب باتفاق المذاهب وليس ركنا فمن تركه لزمه دم، أما المبيت بالمزدلفة فهو واجب عند الشافعية والحنبلية سنة عند المالكية والحنفية (٢). ومحل الدم لمن فاته المبيت عند من قال بوجوبه حيث لا عذر، أما المعذورون فلا دم عليهم جزماً.

ومن الأعذار: أن يأتي الحاج عرفة متأخراً أي في الليل فيشتغل بالوقوف في عرفة عن المبيت بالمزدلفة، ومنها أن تخشى المرأة طروء الحيض أو النفاس فتبادر إلى مكة بالطواف. ففي هاتين الحالتين يقدم الوقوف بعرفة في الأولى والطواف في الثانية، لأن كلا


(١) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح للنووي ص ٣٤٠.
(٢) إذن عندهم هناك واجبان في مزدلفة: الأول واجب الوقوف، والآخر واجب المبيت.

<<  <   >  >>