للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طريق ورجع في طريق آخر وحول رداءه في الاستسقاء" (١).

فهذه الطريق التي سلكها - صلى الله عليه وسلم - هي التي سماها جابر الطريق الوسطى، وهي التي تخرج على الجمرة الكبرى مباشرة.

سادسها: حد منى: ما بين وادي محسّر وجمرة العقبة، وكلا الحدين ليس من منى وقد نص النووي في المجموع أن جمرة العقبة ليست من منى ونقل ذلك عن الأزرَقي والأصحاب واعتمده، كما نص على ذلك الشافعي رحمه الله وهو من أهل مكة كالأزرَقي وهما أدرى بشعابها (٢).

ومنى شعب طوله نحو ميلين، وذَرْعُهُ ما بين محسّر والعقبة، وهو كما قال الأرزقي سبعة آلاف ذراع ومائتا ذراع أما عرضه فيسير ومنه الجبال المحيطة به ما أقبل منها عليه، أما ما أدبر منها عنه فليس من منى (٣).

ومسجد الخَيْف (٤) من منى أما العقبة فليست منها كما ذكر، وهي الجمرة التي بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندها الأنصار قبل الهجرة (٥)، وهي التي عند الشجرة كما جاء في رواية جابر، ويبدو أنه كان يومذاك بالقرب منها شجرة معروفة.

كان قبلكم الغلوّ في الدين" (٦).

فالنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - رمى بالحصى وقال: بمثل هذا فارموا ـ كما هو صريح رواية النسائي (٧) ـ


(١) صحيح مسلم بشرح النووي ج ٨ ـ ص ٣٤٦.
(٢) اُنظر حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح نور الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٣٥٠ ـ ٣٥١.
(٣) نفس المرجع ص ٣٥٠.
(٤) في القاموس: الخَيْف ما انحدر من غِلَظ الجبل، وارتفع عن سيل الماء، ومنه سُمِّيَ مسجد الخَيْف بمنى.
(٥) حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي على شرح الإيضاح للنووي ص ٣٥٠.
(٦) السنن الكبرى للبيهقي برقم (٩٦١٩) والنسائي ج ٥ ص ٢٦٨. باب التقاط الحصى.
(٧) النسائي ج ٥ ص ٢٦٩. باب قدر حصى الرمي.

<<  <   >  >>