للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً فيدعو ويرفع يديه (١).

ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال (٢) فيُسْهِلُ ويقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة (٣)، من بطن الوادي ولا يقف عندها، ويقول: "هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل" (٤).

وروى الإمام البيهقي عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقف عند الجمرتين الأوليين فيقف وقوفاً طويلاً، ويكبر الله، ويسبحه، ويحمده، ويدعو الله لا يقف عند جمرة العقبة" (٥).

وروى عن وَبَرَة قال: "قام ابن عمر حين رمى الجمرة عن يسارها نحو ما لو شئت قرأت سورة البقرة (٦) " (٧).


(١) رواه البخاري برقم (١٧٥٢). أقول: في هذا سنة رفع اليدين في الدعاء عند جمرة الدنيا والوسطى وهو ما تؤكده ترجمة البخاري للباب بذلك وهو الثابت عند جمهور الفقهاء إلا ما حكي عن مالك حيث رُدّ رفع اليدين بقولهم إن مالكاً عالم المدينة أنكره فكيف يخفى عليه مثل هذا؟ ! . وهو ما دحضه العلامة ابن حجر العسقلاني بأن الذي روى البخاري عنه هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر وهو أعلم أهل المدينة من الصحابة، وأن الذي رواه عن ابن عمر هو ولده سالم وهو أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة". اُنظر نفس المرجع ص ٧٣٧. قال في فتح الباري ج ٣ ص ٧٣٧: "قال ابن قدامة: لانعلم لما تضمنه حديث ابن عمر هذا مخالفاً إلَّا ما وري عن مالك".
(٢) أي يمشي إلى جهة شماله.
(٣) وفي رواية: ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة.
(٤) صحيح البخاري باب رفع اليدين عند جمرة الدنيا والوسطى برقم (١٨٥٢).
(٥) السنن الكبرى للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (٩٧٥٩).
(٦) تأمل معي كيف كان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يطيل الدعاء خاشعاً ضارعاً، وبين ما يفعله بعض الحجاج اليوم حين يركضون بعد الرمي من جمرة إلى أُخرى وكأنهم يؤدون طقوساً، أو يزيحون ثقلاً عن كواهلهم دون أن تخشع لهم قلوب، أو تلهج ألسنتهم بمناجاة علام الغيوب! .
(٧) السنن الكبرى للبيهقي (٩٧٦١).

<<  <   >  >>