للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ألا يكفي أن ندرك فضل ماء زمزم من كونها نبعت في أقدس بقعة على وجه الدنيا أرض التوحيد أرض الإيمان أرض المعبد الإسلامي الكبير الذي اتخذه ربّ العالمين له بيتاً يؤمه ضيوف الرحمن من سائر أرض الدنيا.

ألا يعني لنا الكثير أنها ظهرت بواسطة الأمين جبريل عليه السلام وهو ما يجليه لنا الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه أن هاجر ـ عليها السلام ـ وهي تبحث عن ماء مترددة بين الصفا والمروة حتى أتمت سبعة أشواط سمعت عندها صوتاً من ناحية الكعبة (ولم تكن قد بنيت يومئذ وفي تلك الجهة كانت قد تركت الرضيع إسماعيل) (١) فقالت "أغث إن كان عندك غواث" (٢).

وفي رواية عنده "إن كان عندك خير"، فإذا جبريل فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال: فانبثق الماء فَدَهَشَتْ أم إسماعيل فجعلت تحفر قال فقال أبو القاسم: "لو تركته كان الماء ظاهراً" وفي رواية عنده "قال النبي - صلى الله عليه وسلم - رحم الله أمّ إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً" (٣)


(١) في رواية البخاري المذكورة "فقالت: لو ذهبتُ فنظرتُ ما فعل فإذا هي بصوت ... ".
(٢) الغِوَاث بكسر الغين كالنداء، والصياح، أي: يا غِوَاثْ أما بالفتح والضم أي: (غُواث) فهو اسم الغوث، يقال: غوَّث الرجل أي قال: واغوثاه، أي فغوثاه دعاؤه، لذلك قال الفراء: "يقال: أجاب الله دعاءه".
(٣) صحيح البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب يزفون برقم (٣٣٦٤).

<<  <   >  >>